أحد المولود أعمى:- حقا أن قصة هذا الإنسان تثير الإعجاب و الدهشة..
أولا: عندما رآه السيد المسيح وكان معه تلاميذه "سأله التلاميذ يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى" ( يو 9 : 2 ) كنا ننتظر أن يتسرع الأعمى ليدافع عن نفسه ويقول لهم ليس لكم شأن من المخطئ لكن لم ينطق بكلمة حتى دافع عنه السيد المسيح وقال لا هذا أخطأ و لا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه وفى ذلك كان يحقق قول الكتاب "الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون"
ثانيا: طلب منه السيد المسيح أشياء غير طبيعية ويستحيل على العقل البشري أن يقبلها..في البداية وضع طينا وطلى عيني الأعمى فالعقل يعرف أن الطين لو وضع في عين سليمة يضرها لكن الأعمى لم يتذمر.. وبعد ذلك قال له اذهب وأغتسل في بركة سلوام وهذا المكان يبعد 6 ك عن المكان الذي تقابل فيه السيد المسيح مع الأعمى فكيف يسير وهو أعمى ووجهه ملطخ بالطين كل هذه المسافة وكان من الممكن أن يعتبر ذلك إهانة وذل له لكنه قبل ذلك بتسليم كامل لشخص لم يكن يعلم بعد أنه المسيح.
ثالثا: تخيلوا معي إنسان محروم منذ ولادته من رؤية الدنيا و الأشجار و الطبيعة والناس و....عندما يشفى ما هو المتوقع أن يفعله بعد شفاؤه مباشرة ؟ فأي شخص في مكانه كان يتمتع بالحياة أسبوع أو أسبوعين وبعد ذلك يفكر في الذي شفاه وقد لا يفكر لكن هذا الرجل أول ما فعله أنه ذهب ليشكر السيد المسيح..
رابعا: وعندما تحير الجيران في أمره وكانوا يتشاورون هل هذا هو الأعمى الذي كان يستعطي كان من الممكن أن يتهرب من سمعة لصقت به كل حياته أنه كان يأخذ صدقة لكنه كان لديه جرأة ولم ينكر ذلك وعندما امسكوه اليهود ليشترك معهم في إدانة السيد المسيح لم يقبل وقال لهم أهو خاطئ لست أعلم لكن أعلم أني كنت أعمى والآن أبصر ونحن نعلم أن الله لا يسمع للخطاة أي أن ذلك الشخص بار لذلك تجرى على يديه المعجزات .. قال ذلك مع أنه كان يعلم أن من يشهد للمسيح يطردونه من المدينة لكنه شهد بالحق دون خوف من اليهود عكس ما فعله أبواه إذ خافا أن يشهدا أن ابنهم كان أعمى والآن يبصر..
وأخيرا تقابل مع السيد المسيح وسجد له وآمن به ويقول التاريخ أن هذا المولود أعمى صار أسقفا ثم شهيدا على اسم المسيح....*وبعد أن نعيش موسم
توبة في الصوم الأربعيني المقدس نفرح ونتهلل إذ نرى دخول السيد المسيح أورشليم ملكا
أحد الشعانين:- في هذا اليوم نسأل أنفسنا هل الله يملك على قلوبنا ؟ فهو لا يقبل أن يكون معه ملك آخر (مثل الشيطان والمادة والذات و....) وبعد طقس هذا اليوم الفرايحي تعود الكنيسة مساءا بالستائر السوداء لكي نتذكر "إن لم نتألم معه لا نتمجد أيضا معه" وندخل في شركة المسيح في أسبوع الآلام لكي نفرح بالقيامة المجيدة.. الله يعطينا توبة قوية ومقبولة ويعطينا ليس فقط أن نتمسك بما عندنا بل نسعى لكي يزيد ما عندنا من فضائل ونكون أبناء مقدسين له.. وله المجد والكرامة إلى الأبد آمين
شكرا على محبتكم وتعبكم استفدت كتير
ردحذف